البحث في موقعنا الإلكتروني

برنامج تعليمي بحثي متقدم بإشراف جمعية “دار – ساندي هلال وأليساندرو بيتي”، يوفر البرنامج منصة فريدة  للفنانين والمعماريين والقيّمين ومنتجي المشاريع الثقافية، لإعادة التفكير في ممارساتهم ضمن إطار نظري وتاريخي وسياسي واجتماعي أوسع، مع التركيز على تطوير أعمال مبتكرة مستقاة من الفضاء المحلي. سينبثق  البرنامج من صميم ممارسات المشاركين واهتماماتهم الخاصة، ساعياً بذلك إلى إيجاد مساحة تفاعلية ونقدية تعاين التساؤلات الجوهرية والمتغيرات الطارئة في تلك السياقات المتنوعة، وذلك ضمن إطار تعليمي وتشاركي منفتح على البحث الابتكاري. يهدف البرنامج إلى إنتاج المعرفة من خلال تأسيس مجال جديد في حقل البحث الفني ينطلق من رحاب الشارقة، ويعمل على بناء مجتمع من الممارسين الزملاء الذين يتشاركون مبدأ الفكر التعاوني والتبادل المعرفي. يركز البرنامج على المنطقة وسياقها الثقافي، بوصفها منطقة تزخر بالقصص الغنية وتعدُّ موطناً للعديد من الممارسين من الجنوب العالمي، وذلك من خلال إتاحة المجال أمام المشاركين لتقديم مشاريع تبرز تلك القصص في صيغة متواشجة مع الممارسات الفنية. من خلال الجمع بين المعارف النظرية والممارسة التطبيقية، سيساهم المشاركون في بناء سرديات مختلفة قائمة على الحوار بين مختلف الثقافات ومتناغمة معها، لتجسد العمق الثقافي المتنوع للحياة والعمل، وتربط القصص عبر الأراضي المختلفة، وما يترافق معها من انتماءات وتجارب. يعدُّ برنامج “دراسات محو الاستعمار في العمارة والفن” مشروعاً تعاونياً بين ترينالي الشارقة للعمارة، ومؤسسة الشارقة للفنون، ومعهد إفريقيا، جامعة الدراسات العالمية، في الشارقة. تضم اللجنة الاستشارية للبرنامج كلاً من حور القاسمي، صلاح محمد حسن، والتر ميغنولو، مي الدباغ، شهرام خسراوي، زوي بت، تشارلز إيش

يسعى البرنامج إلى إنشاء أرضية مشتركة تجتمع فيها مختلف السرديات والممارسات، ويحدّد البرنامج مفهوماً بديلاً لمناطق المشاع أو المساحات المشتركة، التي عادة ما يتم تصورها على أنها مساحات يتحد فيها أشخاصٌ ذوي رؤية واحدة وقصة مشتركة لتكوين بيئة جماعية خاصة بهم. إلا أن المساحات في سياق هذا البرنامج تأخذ بعداً أوسع، حيث يتم فهمها وتفسيرها من خلال الفرص التي تقدمها المشاعات، لتصبح بذلك منصة تسرد قصصاً مختلفة وتكتب قصصاً جديدة بدورها، بحيث تثري تلك القصص بعضها البعض دون أن تتزاحم في ميدان التنافس

يستخدم البرنامج مصطلح “محو الاستعمار” ليكون بمثابة نقطة انطلاق للأبحاث النقدية التي تتعمق في السياق المعاصر لقضايا الانتماء أو المنفى أو التهجير أو الضيافة أو الهجرة أو المشاعيات. ننظر إلى مفهوم محو الاستعمار على أنه ممارسة لا بدَّ لها أن توضع ضمن سياق واضح وأن تكون متجذرة ومتجسدة في موقف محدد، وتتطلب منا أن نضع أنفسنا في سياق مكانٍ محدد. فلا يمكن لمفهوم محو الاستعمار أن يُفهم أو يُطبق بنهج عالمي موحد، بل يجب أن يتجلى وفقاً لخصوصيات المكان والسياق. وفي هذا البرنامج، نعيد طرح سؤال “ماذا يعني محو الاستعمار؟”، مع التركيز على معناه في سياقنا الخاص الذي يرتبط بنا وينبثق من دواخلنا بدلاً من محاولة تعريفه بشكل عام. ولا يكفي أن يتم التطرق لموضوع محو الاستعمار ضمن معانيه الرمزية، بل يتطلب هذا الموضوع ممارسة نشطة متواصلة لا تتوقف عند حد معيّن. ومن خلال اتباع نهج التساؤل المستمر بدلاً من وضع التعريفات المكررة، يأتي برنامج “محو الاستعمار” ليكون بمثابة دعوة ومحاولة لتحرير عقولنا ومحو ترسبات الاستعمار منها، عبر مراجعة كيفية تعاملنا مع اللغة والمفاهيم وآليات استخدامها، وبالتالي أشكال إدارة حياتنا اليومية والمهنية، وكيف نضع أنفسنا بالمقارنة مع الآخرين؟ إن هذا المنهج المتبع يوضح أن محو الاستعمار ليس مجرد مفهوم نظري، بل ممارسة حياتية يومية.. خاصةً وأن العيش ضمن مجتمعات حديثة شكّل الاستعمار جزءاً من تاريخها ومن أساساتها، يمكن أن يعني بأننا جميعاً نتبنى المعرفة التأسيسية الاستعمارية والتي قد لا نكون قد شكّكنا بها من قبل. إن النهج المتبع يقود عملية تحولية، تسعى إلى انتشال جذور التأثير الاستعماري من أفكارنا وممارستنا

وعندما نتحدث عن الفنون نستخدم صيغة الجمع للتأكيد على شمولية الفن والابتعاد عن رؤيته على أنه حقل معرفي محدد بشكل مسبق، وبالتالي لا ننظر إلى الفنون على أنها تخصص معين، بل مساحة تكوينية يُصنع فيها المعنى ويتشكل من خلالها الواقع. نحن مهتمون في تقديم سياق معماري وفني لا يمكن حصره في أطر التخصصات المحددة، بل سياقٌ له كامل الحق في أن يتشكل ضمن مفاهيمه وتصوراته الخاصة بعيداً عن مختلف قيود التصنيفات

ومن البديهي أيضاً أن نرى العمارة جزءاً لا يتجزأ من الفنون، وألا نتعامل معها كتخصص منفصل. إن العمارة في ممارساتنا البحثية والتعليمية تستخدم كشكلٍ من أشكال الفكر المادي والمعنوي وتجلياته، كما أنّ للعمارة دوراً جوهرياً في عملية الاستعمار ومحو الاستعمار، إذ تعمل على تنظيم العلاقات المكانية والتعبير عن الأيديولوجيات، حتى عندما يتم هجرها وتضحي حطاماً، فإنها تبقى دليلاً على الاعتبارات الثقافية والسياسية

البحث الفني والنهج التعليمي 

انبثق البرنامج من العلاقة المثمرة والتواترات بين البحث الفني ومنهجيات التعليم. إذ يُطلب من المشاركين في هذا البرنامج اختيار موقعٍ لهم يكون بمثابة مصدر للمعرفة ومنطلق لأسئلتهم البحثية وعملهم التطبيقي.ويتم تعريف الموقع هنا على أنه نقطة الأساس التي تُبنى عليها التأملات والأفكار ويبدأ معها العمل، كما يمكن أن يكون مكاناً مادياً كمبنى على سبيل المثال أو غرفة معيشة، ويمكن أن يكون جسد المشارك أو حتى جلده. إن العامل الأهم في اختيار الموقع هو إحساس التجذر المرافق له وإلهامات المعرفة المتكشفة عنه

.يمكن الاطلاع على أمثلة اختيار الموقع من خلال مشروع غرفة المعيشة

بعد اختيار الموقع، يُطلب من المشاركين التفكير في مفهوم أو أكثر مستوحى من الموقع، للتحقق من ثبات نظرياتهم واختبارها ضمن نطاقين، نطاق الموقع ونطاق ممارستهم الخاصة. ويُدعى المشاركون إلى ممارسة حركة دائمة بين القيود الملموسة للمواقع الفعلية والتفكير في مفاهيم تمنح فهماً نقدياً للموقع

.”على سبيل المثال، يمكن الاطلاع على كيفية نشوء مفهوم “المضافة” من “غرفة المعيشة

يُستعرض نموذجٌ عن هذا النهج التعليمي القائم على البحث الفني في كتاب “المؤقت الدائم“، حيث يتم تشغيل سبعة عشر مشروعاً بحثياً محدد الموقع من خلال أربعة عشر مفهوماً مختلفاً: المشاع، الحدود، المخيم، الاعتراف، محو الاستعمار، النفي، التراث، المضافة، المجاورة، المشاركة، التدنيس، التمثيل، العودة، التوطين

تشكل هذه الجهود الجماعية لتطوير البحث القائم على الممارسة الفنية “قاموساً جماعياً” يتضمن مصطلحات فردية وجماعية تُؤسس الإطار النظري للأعمال الفردية والتعاونية. يعزز هذا القاموس الجماعي بناء مجتمع يشارك أفراده المواقع المختلفة والمفاهيم المتنوعة، مما يدعم ويثري جهود زملائهم البحثية

يبدأ البرنامج بمشاركة التجارب الشخصية والتعرف على المشاركين وبناء العلاقات التعاونية فيما بينهم، لبناء مساحة من التبادل المعرفي المشترك. يُمنح المشاركون بيئة آمنة تتيح لهم استعراض خبراتهم وتجاربهم وتحدياتهم، وبالتالي تمكنهم من اتخاذ القرارات الصعبة، والبقاء على طبيعتهم بكل حرية دون تخوف. إن هذه المساحة المشتركة صممت كي تسمح للمشاركين بالتعبير عن الشكوك وعدم اليقين، بدلاً من تقديم سلسلة من المشاريع والنتائج المنمقة. ومن ثم يبدأون بالاستجابة لجوهر البرنامج الذي يقتضي ربط المواقع بالمفاهيم، ويتم تشجيع المشاركين بعكس التفكير النقدي على ممارساتهم، وربطها بالسياقات الاجتماعية والسياسية. وبهذه الطريقة، لا يقدم البرنامج معرفة معدة بشكل مسبق، بل يساعد المشاركين على بناء إطارهم المعرفي الفردي والجماعي الخاص، والذي يضفي بدوره بعداً مختلفاً ومعنى أعمق لمواقفهم وممارساتهم. وفي نهاية البرنامج، سيتمكن المشاركون من تقديم مشاريعهم ورؤاهم ضمن إطار نظري بحثي خاص، يعبّرعنهم ويسمح بمشاركتهم ضمن معارض ومنصات عامة

بِنية البرنامج العملية

(فبراير 2025 – نوفمبر 2025) 

يُقدَّم البرنامج باللغة الإنجليزية بشكل أساسي، وتؤخذ لغات المشاركين بعين الاعتبار عند تطوير المفاهيم. يجمع البرنامج ما بين التعليم عن بُعد والجلسات الحضورية، حيث تُعقد ثلاث جلسات في الشتاء (10 فبراير- 16 فبراير)، والربيع (21 أبريل – 27 أبريل)، والخريف (27 أكتوبر – 2 نوفمبر). خلال تلك الجلسات، سيتمكن المشاركون من المساهمة بعروض تقديمية، والقيام بزيارات ميدانية، وأنشطة تفاعلية مع الضيوف، وجولات استكشافية، إلى جانب إقامة أنشطة زراعة جماعية، وجلسات الطهي المجتمعي. إن الحضور في جميع الجلسات إلزامي، ويتطلب التفرغ الكامل طوال فترة كل جلسة من الجلسات الثلاث، والتي تمتد كل واحدة منها أسبوعاً كاملاً. تقام الجلسات في مواقع مختلفة داخل إمارة الشارقة

في جلسة الشتاء يتشارك المساهمون في البرنامج المواقع التي تم اختيارها. وفي جلسة الربيع يتم عرض أعمالهم، ومشاركتهم بندوات ومحاضرات تهدف إلى بناء حوارات معمّقة. أما في جلسة الخريف، فسيقوم كلٌّ من ساندي هلال وأليساندرو بيتي بإجراء مقابلات مع كل مشارك، سواء بشكل فردي أو جماعي، وذلك لمناقشة مفاهيمهم ومواقعهم. سيتم تسجيل هذه المقابلات بالفيديو لدعم المشاركين في صياغة قصصهم الشخصية، والمساهمة في بناء أرشيف فيديوهات يتطور باستمرار ويعرض أعمالهم

تتخلل الجلسات الحضورية جلسات إرشادية وتعليمية فردية عبر الإنترنت. يُبنى منهج البرنامج بشكل جماعي وفقاً لاهتمامات وممارسات المشاركين، بدلاً من اتباع منهج محدد مسبقاً، حيث يُعتبر المشاركون مصدر المعرفة الرئيسي في هذه المنصة. صُمم البرنامج لخدمة الأفراد والمجموعات المتخصصة في المجال، سواء كانوا يعملون بشكل مستقل أو ضمن إطار مؤسسي

كيفية التقديم

الدعوة للمشاركة: 24 سبتمبر
الجلسة التعريفية الأولى: 5 أكتوبر الساعة 6:00 مساءً (بتوقيت الشارقة) – عبر الإنترنت
الجلسة التعريفية الثانية: 12 أكتوبر الساعة 11:00 صباحاً (بتوقيت الشارقة) – عبر الإنترنت

يتبع هذه الجلسات التعريفية الجماعية اجتماعات فردية اختيارية تعقد عبر الإنترنت في كل يوم سبت من شهر أكتوبر

متطلبات التقديم
خطاب الاهتمام: من 1 إلى 3 صفحات
السيرة الذاتية و/أو ملف الأعمال: بحد أقصى 10 صفحات، بحجم لا يتجاوز 20 ميجابايت

مهارات مقدمي الطلب
يشترط على مقدمي الطلب أن يكونوا حاملين لدرجة الماجستير في مجال ذي صلة أو خبرة مهنية توازيها بالمعرفة. يُشجَّع المتقدمون الذين لا يحملون شهادة ماجستير على التقديم إذا كانوا يملكون الخبرة العملية والمهنية التي تعادل معارف درجة الماجستير البحثية. إذ يسعى البرنامج إلى خلق بيئة بحثية عادلة ومتنوعة

الموعد النهائي للتقديم
يجب تقديم جميع الطلبات عبر البريد الإلكتروني إلى info@sharjaharchitecture.org بعنوان “DAAS IN SHARJAH” بموعد أقصاه 9 نوفمبر 2024

مواعيد هامة
2024 الإعلان عن النتائج: 9 ديسمبر
2024 دفع رسوم التسجيل: 31 ديسمبر
2025 جلسة الشتاء: 10 فبراير – 16 فبراير
2025 جلسة الربيع: 21 أبريل – 27 أبريل
2025 جلسة الخريف: 27 أكتوبر – 2 نوفمبر

 درهم إماراتي2500 (700 دولار) تُدفع قبل تاريخ 31 ديسمبر 2024

ملاحظة: لا يقدم البرنامج تأشيرات الدخول إلى الإمارات أو الإقامة السكنية

برنامج تعليمي بحثي متقدم بإشراف جمعية “دار – ساندي هلال وأليساندرو بيتي”، يوفر البرنامج منصة فريدة  للفنانين والمعماريين والقيّمين ومنتجي المشاريع الثقافية، لإعادة التفكير في ممارساتهم ضمن إطار نظري وتاريخي وسياسي واجتماعي أوسع، مع التركيز على تطوير أعمال مبتكرة مستقاة من الفضاء المحلي. سينبثق  البرنامج من صميم ممارسات المشاركين واهتماماتهم الخاصة، ساعياً بذلك إلى إيجاد مساحة تفاعلية ونقدية تعاين التساؤلات الجوهرية والمتغيرات الطارئة في تلك السياقات المتنوعة، وذلك ضمن إطار تعليمي وتشاركي منفتح على البحث الابتكاري. يهدف البرنامج إلى إنتاج المعرفة من خلال تأسيس مجال جديد في حقل البحث الفني ينطلق من رحاب الشارقة، ويعمل على بناء مجتمع من الممارسين الزملاء الذين يتشاركون مبدأ الفكر التعاوني والتبادل المعرفي. يركز البرنامج على المنطقة وسياقها الثقافي، بوصفها منطقة تزخر بالقصص الغنية وتعدُّ موطناً للعديد من الممارسين من الجنوب العالمي، وذلك من خلال إتاحة المجال أمام المشاركين لتقديم مشاريع تبرز تلك القصص في صيغة متواشجة مع الممارسات الفنية. من خلال الجمع بين المعارف النظرية والممارسة التطبيقية، سيساهم المشاركون في بناء سرديات مختلفة قائمة على الحوار بين مختلف الثقافات ومتناغمة معها، لتجسد العمق الثقافي المتنوع للحياة والعمل، وتربط القصص عبر الأراضي المختلفة، وما يترافق معها من انتماءات وتجارب. يعدُّ برنامج “دراسات محو الاستعمار في العمارة والفن” مشروعاً تعاونياً بين ترينالي الشارقة للعمارة، ومؤسسة الشارقة للفنون، ومعهد إفريقيا، جامعة الدراسات العالمية، في الشارقة. تضم اللجنة الاستشارية للبرنامج كلاً من حور القاسمي، صلاح محمد حسن، والتر ميغنولو، مي الدباغ، شهرام خسراوي، زوي بت، تشارلز إيش

برنامج تعليمي بحثي متقدم بإشراف جمعية “دار – ساندي هلال وأليساندرو بيتي”، يوفر البرنامج منصة فريدة  للفنانين والمعماريين والقيّمين ومنتجي المشاريع الثقافية، لإعادة التفكير في ممارساتهم ضمن إطار نظري وتاريخي وسياسي واجتماعي أوسع، مع التركيز على تطوير أعمال مبتكرة مستقاة من الفضاء المحلي. سينبثق  البرنامج من صميم ممارسات المشاركين واهتماماتهم الخاصة، ساعياً بذلك إلى إيجاد مساحة تفاعلية ونقدية تعاين التساؤلات الجوهرية والمتغيرات الطارئة في تلك السياقات المتنوعة، وذلك ضمن إطار تعليمي وتشاركي منفتح على البحث الابتكاري. يهدف البرنامج إلى إنتاج المعرفة من خلال تأسيس مجال جديد في حقل البحث الفني ينطلق من رحاب الشارقة، ويعمل على بناء مجتمع من الممارسين الزملاء الذين يتشاركون مبدأ الفكر التعاوني والتبادل المعرفي. يركز البرنامج على المنطقة وسياقها الثقافي، بوصفها منطقة تزخر بالقصص الغنية وتعدُّ موطناً للعديد من الممارسين من الجنوب العالمي، وذلك من خلال إتاحة المجال أمام المشاركين لتقديم مشاريع تبرز تلك القصص في صيغة متواشجة مع الممارسات الفنية. من خلال الجمع بين المعارف النظرية والممارسة التطبيقية، سيساهم المشاركون في بناء سرديات مختلفة قائمة على الحوار بين مختلف الثقافات ومتناغمة معها، لتجسد العمق الثقافي المتنوع للحياة والعمل، وتربط القصص عبر الأراضي المختلفة، وما يترافق معها من انتماءات وتجارب. يعدُّ برنامج “دراسات محو الاستعمار في العمارة والفن” مشروعاً تعاونياً بين ترينالي الشارقة للعمارة، ومؤسسة الشارقة للفنون، ومعهد إفريقيا، جامعة الدراسات العالمية، في الشارقة. تضم اللجنة الاستشارية للبرنامج كلاً من حور القاسمي، صلاح محمد حسن، والتر ميغنولو، مي الدباغ، شهرام خسراوي، زوي بت، تشارلز إيش

يسعى البرنامج إلى إنشاء أرضية مشتركة تجتمع فيها مختلف السرديات والممارسات، ويحدّد البرنامج مفهوماً بديلاً لمناطق المشاع أو المساحات المشتركة، التي عادة ما يتم تصورها على أنها مساحات يتحد فيها أشخاصٌ ذوي رؤية واحدة وقصة مشتركة لتكوين بيئة جماعية خاصة بهم. إلا أن المساحات في سياق هذا البرنامج تأخذ بعداً أوسع، حيث يتم فهمها وتفسيرها من خلال الفرص التي تقدمها المشاعات، لتصبح بذلك منصة تسرد قصصاً مختلفة وتكتب قصصاً جديدة بدورها، بحيث تثري تلك القصص بعضها البعض دون أن تتزاحم في ميدان التنافس

يستخدم البرنامج مصطلح “محو الاستعمار” ليكون بمثابة نقطة انطلاق للأبحاث النقدية التي تتعمق في السياق المعاصر لقضايا الانتماء أو المنفى أو التهجير أو الضيافة أو الهجرة أو المشاعيات. ننظر إلى مفهوم محو الاستعمار على أنه ممارسة لا بدَّ لها أن توضع ضمن سياق واضح وأن تكون متجذرة ومتجسدة في موقف محدد، وتتطلب منا أن نضع أنفسنا في سياق مكانٍ محدد. فلا يمكن لمفهوم محو الاستعمار أن يُفهم أو يُطبق بنهج عالمي موحد، بل يجب أن يتجلى وفقاً لخصوصيات المكان والسياق. وفي هذا البرنامج، نعيد طرح سؤال “ماذا يعني محو الاستعمار؟”، مع التركيز على معناه في سياقنا الخاص الذي يرتبط بنا وينبثق من دواخلنا بدلاً من محاولة تعريفه بشكل عام. ولا يكفي أن يتم التطرق لموضوع محو الاستعمار ضمن معانيه الرمزية، بل يتطلب هذا الموضوع ممارسة نشطة متواصلة لا تتوقف عند حد معيّن. ومن خلال اتباع نهج التساؤل المستمر بدلاً من وضع التعريفات المكررة، يأتي برنامج “محو الاستعمار” ليكون بمثابة دعوة ومحاولة لتحرير عقولنا ومحو ترسبات الاستعمار منها، عبر مراجعة كيفية تعاملنا مع اللغة والمفاهيم وآليات استخدامها، وبالتالي أشكال إدارة حياتنا اليومية والمهنية، وكيف نضع أنفسنا بالمقارنة مع الآخرين؟ إن هذا المنهج المتبع يوضح أن محو الاستعمار ليس مجرد مفهوم نظري، بل ممارسة حياتية يومية.. خاصةً وأن العيش ضمن مجتمعات حديثة شكّل الاستعمار جزءاً من تاريخها ومن أساساتها، يمكن أن يعني بأننا جميعاً نتبنى المعرفة التأسيسية الاستعمارية والتي قد لا نكون قد شكّكنا بها من قبل. إن النهج المتبع يقود عملية تحولية، تسعى إلى انتشال جذور التأثير الاستعماري من أفكارنا وممارستنا

وعندما نتحدث عن الفنون نستخدم صيغة الجمع للتأكيد على شمولية الفن والابتعاد عن رؤيته على أنه حقل معرفي محدد بشكل مسبق، وبالتالي لا ننظر إلى الفنون على أنها تخصص معين، بل مساحة تكوينية يُصنع فيها المعنى ويتشكل من خلالها الواقع. نحن مهتمون في تقديم سياق معماري وفني لا يمكن حصره في أطر التخصصات المحددة، بل سياقٌ له كامل الحق في أن يتشكل ضمن مفاهيمه وتصوراته الخاصة بعيداً عن مختلف قيود التصنيفات

ومن البديهي أيضاً أن نرى العمارة جزءاً لا يتجزأ من الفنون، وألا نتعامل معها كتخصص منفصل. إن العمارة في ممارساتنا البحثية والتعليمية تستخدم كشكلٍ من أشكال الفكر المادي والمعنوي وتجلياته، كما أنّ للعمارة دوراً جوهرياً في عملية الاستعمار ومحو الاستعمار، إذ تعمل على تنظيم العلاقات المكانية والتعبير عن الأيديولوجيات، حتى عندما يتم هجرها وتضحي حطاماً، فإنها تبقى دليلاً على الاعتبارات الثقافية والسياسية

البحث الفني والنهج التعليمي 

انبثق البرنامج من العلاقة المثمرة والتواترات بين البحث الفني ومنهجيات التعليم. إذ يُطلب من المشاركين في هذا البرنامج اختيار موقعٍ لهم يكون بمثابة مصدر للمعرفة ومنطلق لأسئلتهم البحثية وعملهم التطبيقي.ويتم تعريف الموقع هنا على أنه نقطة الأساس التي تُبنى عليها التأملات والأفكار ويبدأ معها العمل، كما يمكن أن يكون مكاناً مادياً كمبنى على سبيل المثال أو غرفة معيشة، ويمكن أن يكون جسد المشارك أو حتى جلده. إن العامل الأهم في اختيار الموقع هو إحساس التجذر المرافق له وإلهامات المعرفة المتكشفة عنه

.يمكن الاطلاع على أمثلة اختيار الموقع من خلال مشروع غرفة المعيشة

بعد اختيار الموقع، يُطلب من المشاركين التفكير في مفهوم أو أكثر مستوحى من الموقع، للتحقق من ثبات نظرياتهم واختبارها ضمن نطاقين، نطاق الموقع ونطاق ممارستهم الخاصة. ويُدعى المشاركون إلى ممارسة حركة دائمة بين القيود الملموسة للمواقع الفعلية والتفكير في مفاهيم تمنح فهماً نقدياً للموقع

.”على سبيل المثال، يمكن الاطلاع على كيفية نشوء مفهوم “المضافة” من “غرفة المعيشة

يُستعرض نموذجٌ عن هذا النهج التعليمي القائم على البحث الفني في كتاب “المؤقت الدائم“، حيث يتم تشغيل سبعة عشر مشروعاً بحثياً محدد الموقع من خلال أربعة عشر مفهوماً مختلفاً: المشاع، الحدود، المخيم، الاعتراف، محو الاستعمار، النفي، التراث، المضافة، المجاورة، المشاركة، التدنيس، التمثيل، العودة، التوطين

تشكل هذه الجهود الجماعية لتطوير البحث القائم على الممارسة الفنية “قاموساً جماعياً” يتضمن مصطلحات فردية وجماعية تُؤسس الإطار النظري للأعمال الفردية والتعاونية. يعزز هذا القاموس الجماعي بناء مجتمع يشارك أفراده المواقع المختلفة والمفاهيم المتنوعة، مما يدعم ويثري جهود زملائهم البحثية

يبدأ البرنامج بمشاركة التجارب الشخصية والتعرف على المشاركين وبناء العلاقات التعاونية فيما بينهم، لبناء مساحة من التبادل المعرفي المشترك. يُمنح المشاركون بيئة آمنة تتيح لهم استعراض خبراتهم وتجاربهم وتحدياتهم، وبالتالي تمكنهم من اتخاذ القرارات الصعبة، والبقاء على طبيعتهم بكل حرية دون تخوف. إن هذه المساحة المشتركة صممت كي تسمح للمشاركين بالتعبير عن الشكوك وعدم اليقين، بدلاً من تقديم سلسلة من المشاريع والنتائج المنمقة. ومن ثم يبدأون بالاستجابة لجوهر البرنامج الذي يقتضي ربط المواقع بالمفاهيم، ويتم تشجيع المشاركين بعكس التفكير النقدي على ممارساتهم، وربطها بالسياقات الاجتماعية والسياسية. وبهذه الطريقة، لا يقدم البرنامج معرفة معدة بشكل مسبق، بل يساعد المشاركين على بناء إطارهم المعرفي الفردي والجماعي الخاص، والذي يضفي بدوره بعداً مختلفاً ومعنى أعمق لمواقفهم وممارساتهم. وفي نهاية البرنامج، سيتمكن المشاركون من تقديم مشاريعهم ورؤاهم ضمن إطار نظري بحثي خاص، يعبّرعنهم ويسمح بمشاركتهم ضمن معارض ومنصات عامة

بِنية البرنامج العملية

(فبراير 2025 – نوفمبر 2025) 

يُقدَّم البرنامج باللغة الإنجليزية بشكل أساسي، وتؤخذ لغات المشاركين بعين الاعتبار عند تطوير المفاهيم. يجمع البرنامج ما بين التعليم عن بُعد والجلسات الحضورية، حيث تُعقد ثلاث جلسات في الشتاء (10 فبراير- 16 فبراير)، والربيع (21 أبريل – 27 أبريل)، والخريف (27 أكتوبر – 2 نوفمبر). خلال تلك الجلسات، سيتمكن المشاركون من المساهمة بعروض تقديمية، والقيام بزيارات ميدانية، وأنشطة تفاعلية مع الضيوف، وجولات استكشافية، إلى جانب إقامة أنشطة زراعة جماعية، وجلسات الطهي المجتمعي. إن الحضور في جميع الجلسات إلزامي، ويتطلب التفرغ الكامل طوال فترة كل جلسة من الجلسات الثلاث، والتي تمتد كل واحدة منها أسبوعاً كاملاً. تقام الجلسات في مواقع مختلفة داخل إمارة الشارقة

في جلسة الشتاء يتشارك المساهمون في البرنامج المواقع التي تم اختيارها. وفي جلسة الربيع يتم عرض أعمالهم، ومشاركتهم بندوات ومحاضرات تهدف إلى بناء حوارات معمّقة. أما في جلسة الخريف، فسيقوم كلٌّ من ساندي هلال وأليساندرو بيتي بإجراء مقابلات مع كل مشارك، سواء بشكل فردي أو جماعي، وذلك لمناقشة مفاهيمهم ومواقعهم. سيتم تسجيل هذه المقابلات بالفيديو لدعم المشاركين في صياغة قصصهم الشخصية، والمساهمة في بناء أرشيف فيديوهات يتطور باستمرار ويعرض أعمالهم

تتخلل الجلسات الحضورية جلسات إرشادية وتعليمية فردية عبر الإنترنت. يُبنى منهج البرنامج بشكل جماعي وفقاً لاهتمامات وممارسات المشاركين، بدلاً من اتباع منهج محدد مسبقاً، حيث يُعتبر المشاركون مصدر المعرفة الرئيسي في هذه المنصة. صُمم البرنامج لخدمة الأفراد والمجموعات المتخصصة في المجال، سواء كانوا يعملون بشكل مستقل أو ضمن إطار مؤسسي

كيفية التقديم

الدعوة للمشاركة: 24 سبتمبر
الجلسة التعريفية الأولى: 5 أكتوبر الساعة 6:00 مساءً (بتوقيت الشارقة) – عبر الإنترنت
الجلسة التعريفية الثانية: 12 أكتوبر الساعة 11:00 صباحاً (بتوقيت الشارقة) – عبر الإنترنت

يتبع هذه الجلسات التعريفية الجماعية اجتماعات فردية اختيارية تعقد عبر الإنترنت في كل يوم سبت من شهر أكتوبر

متطلبات التقديم
خطاب الاهتمام: من 1 إلى 3 صفحات
السيرة الذاتية و/أو ملف الأعمال: بحد أقصى 10 صفحات، بحجم لا يتجاوز 20 ميجابايت

مهارات مقدمي الطلب
يشترط على مقدمي الطلب أن يكونوا حاملين لدرجة الماجستير في مجال ذي صلة أو خبرة مهنية توازيها بالمعرفة. يُشجَّع المتقدمون الذين لا يحملون شهادة ماجستير على التقديم إذا كانوا يملكون الخبرة العملية والمهنية التي تعادل معارف درجة الماجستير البحثية. إذ يسعى البرنامج إلى خلق بيئة بحثية عادلة ومتنوعة

الموعد النهائي للتقديم
يجب تقديم جميع الطلبات عبر البريد الإلكتروني إلى info@sharjaharchitecture.org بعنوان “DAAS IN SHARJAH” بموعد أقصاه 9 نوفمبر 2024

مواعيد هامة
2024 الإعلان عن النتائج: 9 ديسمبر
2024 دفع رسوم التسجيل: 31 ديسمبر
2025 جلسة الشتاء: 10 فبراير – 16 فبراير
2025 جلسة الربيع: 21 أبريل – 27 أبريل
2025 جلسة الخريف: 27 أكتوبر – 2 نوفمبر

 درهم إماراتي2500 (700 دولار) تُدفع قبل تاريخ 31 ديسمبر 2024

ملاحظة: لا يقدم البرنامج تأشيرات الدخول إلى الإمارات أو الإقامة السكنية

ابق على تواصل

اشترك في قائمتنا البريدية واحصل على آخر الأخبار من معهد إفريقيا

تابعنا